غيبوبة
في كل عام يزورنا الربيع مهللاً ... وتشرق الشمس
باعثة خيوطها الذهبية على كل الخلائق والبشرية...
فحملتُ أماه بعض باقات الزهور وقصدت باب بيتك بصحبةِ
أخوتي ... إحتفالاً بك وبالربيع ... طرقنا الباب
ولكن لا أحد هناك ليستقبلنا ... لا أحد ... أجل لا
أحد !!! سألت الجيران عنك ولم يعرفوا أين أنت ...
سألت الطيور عنك وطارت قبل أن تجيب ... وضعنا
الزهور على عتبة الباب وعدنا بخفيّ حُنين ... خالين
اليدَيّن ...
بكيت وبكيت وبكيت ...
ووعدتك أماه أن أكتب إليكِ كل يومٍ ... وما فعلت
وعدتك أن أزورك يومياً ... وأخلفت
وعدتك أن أهتم بشؤون البيت ... وقصرت
وعدتك أن أرعى أبي وإخوتي ... وفشلت
وعدتك ... ووعدتك ... ووعدتك ... ولكني ما وفيت
ومرَّ يوم تلو اليوم ... ومضى الشهر ... وشهر
تلو الشهر ... ومضت السنة الأولى على سفرك وزادت
عليها شهورٌ ثلاثة ... ومجدداً عاد الربيع حبيبتي
يرخي بظلاله على البشرية ... وبدأت الحياة تدبُّ
ثانيةً على الكرة الأرضية ... فأطلت الطيور
شاديةً أحلى أشعارها ...ولبست الأرض أحلى
أزهارها ... فحملت باقات الورود ... وطرت مع
الطيور نفتش عنك بين الأزقة والطرقات ... علّنا
نجِدُكِ بين وجوه إحدى الأمهات ... فنحن حتى الآن لا
نعرف ماذا تفعلين ... وأين أنت تقطنين ؟؟؟
واشتريت تذكرة السفر ...ولكنهم هناك سألوني ...
أين وجهة السغر ؟؟؟
تجهَّمتُ ...